فصل: تفسير الآية رقم (8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (8):

{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)}
قال الجنّ {وَأَنَّا لَمَسْنَا السمآء} رُمنا استراق السمع {فوجدناها مُلِئَتْ حَرَساً} من الملائكة {شَدِيداً وَشُهُباً} نجوماً محرقة وذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)}
{وَأَنَّا كُنَّا} أي قبل مبعثه {نَقْعُدُ مِنْهَا مقاعد لِلسَّمْعِ} أي نستمع {فَمَن يَسْتَمِعِ الأن يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} أي أرصد له ليرمى به.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)}
{وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ} بعدم استراق السمع {بِمَن فِي الأرض أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} خيراً؟.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)}
{وَأَنَّا مِنَّا الصالحون} بعد استماع القرآن {وَمِنَّا دُونَ ذلك} أي قوم غير صالحين {كُنَّا طَرَآئِقَ قِدَداً} فرقاً مختلفين مسلمين وكافرين.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
{وَأَنَّا ظَنَنّآ أَن} مخففة من الثقيلة أي أنه {لَّن نُّعْجِزَ الله فِي الأرض وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً} أي لا نفوته كائنين في الأرض أو هاربين منها في السماء.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الهدى} القرآن {ءَامَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ} بتقدير هو بعد الفاء {بَخْساً} نقصاً من حسناته {وَلاَ رَهَقاً} ظلماً بالزيادة في سيئاته.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)}
{وَأَنَّا مِنَّا المسلمون وَمِنَّا القاسطون} الجائرون بكفرهم {فَمَنْ أَسْلَمَ فأولئك تَحَرَّوْاْ رَشَداً} قصدوا هداية.

.تفسير الآية رقم (15):

{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)}
{وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً} وقوداً وأنا وأنهم وأنه في اثني عشر موضعاً هي وأنه تعالى {وأنا منا المسلمون} وما بينهما بكسر الهمزة استئنافاً وبفتحها بما يوجه به.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)}
قال تعالى في كفار مكة {وَأَنْ} مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي وأنهم وهو معطوف على أنه استمع {لَوْ استقاموا عَلَى الطريقة} أي طريقة الإِسلام {لأسقيناهم مَّآءً غَدَقاً} كَثيراً من السماء وذلك بعد ما رفع المطر عنهم سبع سنين.

.تفسير الآية رقم (17):

{لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17)}
{لِّنَفْتِنَهُمْ} لنختبرهم {فِيهِ} فنعلم كيف شكرهم علم ظهور {وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ} القرآن {نَسْلُكُهُ} بالنون والياء ندخله {عَذَاباً صَعَداً} شاقاً.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}
{وَأَنَّ المساجد} مواضع الصلاة {لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ} فيها {مَعَ الله أَحَداً} بأن تشركوا كما كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}
{وَأَنَّهُ} بالفتح والكسر استئنافاً والضمير للشأن {لَّمَا قَامَ عَبْدُ الله} محمد النبي صلى الله عليه وسلم {يَدْعُوهُ} يعبده ببطن نخلة {كَادُواْ} أي الجنّ المستمعون لقراءته {يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} بكسر اللام وضمها جميع لبدة كاللبد في ركوب بعضهم بعضاً ازدحاماً حرصاً على سماع القرآن.

.تفسير الآية رقم (20):

{قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
{قُلْ} مجيباً للكفار في قولهم (ارجع عما أنت فيه) وفي قراءة قال {إِنَّمَآ ادعوا رَبِّى} إلهاً {وَلآ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً}.

.تفسير الآية رقم (21):

{قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
{قُلْ إِنِّى لآ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً} غياً {وَلاَ رَشَداً} خيراً.

.تفسير الآية رقم (22):

{قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22)}
{قُل لَّن يُجِيرَنِى مِنَ الله} من عذابه إن عصيته {أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ} أي غيره {مُلْتَحَدًا} ملتجأ.

.تفسير الآية رقم (23):

{إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
{إِلاَّ بلاغا} استثناء من مفعول أملك، أي لا أملك لكم إلا البلاغ إليكم {مِنَ الله} أي عنه {ورسالاته} عطف على بلاغاً وما بين المستثنى منه والاستثناء اعتراض لتأكيد نفي الاستطاعة {وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ} في التوحيد فلم يؤمن {فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خالدين} حال من ضمير من في (له) رعاية لمعناها، وهي حال مقدّرة، والمعنى يدخلونها مقدّراً خلودهم {فِيهَآ أَبَداً}.

.تفسير الآية رقم (24):

{حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
{حتى إِذَا رَأَوْاْ} حتى ابتدائية فيها معنى الغاية مقدر قبلها أي لا يزالون على كفرهم إلى أن يروا {مَا يُوعَدُونَ} به من العذاب {فَسَيَعْلَمُونَ} عند حلوله بهم يوم بدر أو يوم القيامة {مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً} أعواناً، أهم أم المؤمنون؟ على القول الأول، أو أنا أم هم؟ على الثاني، فقال بعضهم: متى هذا الوعد؟ فنزل.

.تفسير الآية رقم (25):

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
{قُلْ إِنْ} أي ما {أَدْرِى أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ} من العذاب {أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّى أَمَداً} غاية وأجلاً لا يعلمه إلا هو؟.

.تفسير الآية رقم (26):

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26)}
{عالم الغيب} ما غاب عن العباد {فَلاَ يُظْهِرُ} يُطلع {على غَيْبِهِ أَحَداً} من الناس.

.تفسير الآية رقم (27):

{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)}
{إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ} مع إطلاعه على ما شاء منه معجزة له {يَسْلُكُ} يجعل ويسير {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} أي الرسول {وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} ملائكة يحفظونه حتى يبلغه في جملة الوحي.

.تفسير الآية رقم (28):

{لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
{لِيَعْلَمَ} الله علم ظهور {أن} مخففة من الثقيلة أي أنه {قَدْ أَبْلَغُواْ} أي الرسل {رسالات رَبِّهِمْ} روعي بجمع الضمير معنى من {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ} عطف على مقدر، أي فعلم ذلك {وأحصى كُلَّ شَئ عَدَداً} تمييز وهو محوّل عن المفعول والأصل أحصى عدد كل شَيْءٍ.

.سورة المزمل:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
{ياأيها المزمل} النبي وأصله المتزمّل أدغمت التاء في الزاي، أي المتلفف بثيابه حين مجيء الوحي له خوفاً منه لهيبته.

.تفسير الآية رقم (2):

{قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}
{قُمِ اليل} صلّ {إِلاَّ قَلِيلاً}.

.تفسير الآية رقم (3):

{نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3)}
{نِّصْفَهُ} بدل من (قليلاً) وقلّته بالنظر إلى الكل {أَوِ انقص مِنْهُ} من النصف {قَلِيلاً} إلى الثلث.

.تفسير الآية رقم (4):

{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)}
{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} إلى الثلثين، وأو للتخيير {وَرَتِّلِ القرءان} تثبت في تلاوته {تَرْتِيلاً}.

.تفسير الآية رقم (5):

{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)}
{إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً} قرآناً {ثَقِيلاً} مهيباً أو شديداً لما فيه من التكاليف.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)}
{إِنَّ نَاشِئَةَ اليل} القيام بعد النوم {هِىَ أَشَدُّ وَطْئاً} موافقة السمع للقلب على تفهم القرآن {وَأَقْوَمُ قِيلاً} أبين قولاً.

.تفسير الآية رقم (7):

{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)}
{إِنَّ لَكَ فِي النهار سَبْحَاً طَوِيلاً} تصرفاً في إشغالك لا تفرغ فيه لتلاوة القرآن.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)}
{واذكر اسم رَبِّكَ} أي قل (بسم الله الرحمن الرحيم) في ابتداء قراءتك {وَتَبَتَّلْ} انقطع {إِلَيْهِ} في العبادة {تَبْتِيلاً} مصدر بَتَّل جيء به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل.

.تفسير الآية رقم (9):

{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}
هو {رَّبُّ المشرق والمغرب لآ إله إِلاَّ هُوَ فاتخذه وَكِيلاً} موكلاً له أمورك.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
{واصبر على مَا يَقُولُونَ} أي كفار مكة من أذاهم {واهجرهم هَجْراً جَمِيلاً} لا جزع فيه وهذا قبل الأمر بقتالهم.

.تفسير الآية رقم (11):

{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}
{وَذَرْنِى} اتركني {والمكذبين} عطف على المفعول، أو مفعول معه، والمعنى أنا كافيكهم. وهم صناديد قريش {أُوْلِى النعمة} التنعم {وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} من الزمن فقتلوا بعد يسير منه ببدر.

.تفسير الآية رقم (12):

{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}
{إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً} قيوداً ثقالاً جمع نِكل بكسر النون {وَجَحِيماً} ناراً محرقة.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)}
{وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ} يغص به في الحلق وهو الزقوم أو الضريع أو الغسلين أو شوك من نار لا يخرج ولا ينزل {وَعَذَاباً أَلِيماً} مؤلماً زيادة على ما ذكر لمن كذب النبي صلى الله عليه وسلم.